آخر رمان الدنيا

اجتمع رجل متعلم ومهنته طبيب بشري, ثقافته واسعة, مطلع على التاريخ القديم وجديد الأخبار من الاكتشافات والابتكارات وبعض من علوم الدين بمجموعة من الحشاكيل والمعاكيس يحاورونه ويرد عليهم بمنطق أقرب إلى أذهانهم التي لا تحوي الكثير سوى تلك المفاهيم والمعتقدات التي تُسير حياة الناس في التجمعات الشعبية, الذين لم يتلقوا التعليم الكافي ولكن كل ما في حوزتهم قد ورثوه عن أجدادهم وأبائهم وقد بقى كما هو على مر عشرات من السنين ولم يغيره ما قد وصل إليه العالم من حولهم فحياتهم لها روتين خاص وعادات قد تربوا عليها حتى وإن لم تكن صحيحة فهم يتناقلونها فيما بينهم دون فهم, تدقيق أو تمحيص وكأنك قد طبعت اسطمبة على قالب واحد أو قمت بعملية نسخ ولصق على الحاسب الآلي دون أن تنظر لما تقوم بنسخه أو إلصاقه والحشاكيل في وجهة نظر الكاتب يشير إليهم على هيئة مجموعة من الحمقى, بطيئي الفهم والإدراك, مستواهم التعليمي منخفض للغاية يكاد يكون غير موجود من الأساس. أما المعاكيس هم الذين ينقضون كل شئ يقولونه أو يفعلونه, ينقضون كل شئ يقابلونه في دنيانا حتى أصبحت حياتهم وأفكارهم عبارة عن الشئ ونقيضه, يجمعون كل المتناقضات في جعبتهم الخاصة ويسبب لهم ذلك الأمر العديد من المشكلات. كل هذا في إطار أدبي ساخر أراد به الكاتب السخرية من بعض المفارقات التي نتعرض لها يومياً.