الوصف
إلى ماضيه وطفولته وجروحه النفسية الدفينة نبحث عن السبب في أعماق الذات، كما لو أن الألم يسكن هناك وحده لكن ماذا لو لم يكن العصاب مسألة شخصية فحسب ؟ ماذا لو كان انعكاسا مباشرا للعالم الذي صنعناه – العصر يمجد الطموح
الفردي ويزرع في الوقت نفسه بذور القلق والوحدة والخوف ؟ هذا هو السؤال الذي تطرحه کارین هورني في كتابها الشخصية العصابية في عصرنا، أحد أهم الكتب التي أعادت
تعريف معنى العصاب ودوافعه فبدلا من أن ترى الاضطرابات النفسية بوصفها نتيجة حتمية الصراعات غريزية داخلية ذات أصول بيولوجية كما فعل فروید و مدرسته تتوجه هورتي إلى العلاقات الإنسانية والضغوط الثقافية التي تشكل وعينا منذ الطفولة معتبرة أن الإنسان العصابي ليس ضحية بيولوجيا غامضة مركبة فيه، بل أسير منظومة اجتماعية تولد القلق وتغذيه باستمرار

