وللجثث رأي آخر

3,500 د.ك

المؤلف: محمد الشيخدار النشر: تشكيل رمز المنتج: A1602 التصنيف:
الوصف

لزمان : أغسطس ٢٠١١ المكان : مصر التوقيت : اليوم السابق لمباشرة القضيتين طلب من النيابة عن ما إذا كان فيه جدوي استخراج لجثمانيْ المتوفيان لإثبات أنهما لقيا حتفهما أثناء الثورة من عدمه وكانت الإجابة بوجود جدوي للإستخراج و استعدادنا لتنفيذ المهمة صباح باكر أيام ثورة يناير لم يكن هناك اطلاقا أي شرطة أو قضاء بسبب الانهيار الأمني.. وكان اللي بيموت وقتها أهله بيدفنوه علي طول.. بعد فترة جت حكومة الجنزوري والمجلس العسكري وقرروا ان فيه تعويض و معاش دائم لأهل شهداء الثورة.. فبدأوا الناس يطالبوا باثبات حق أبناءهم و بالتالي كان لا بد من استخراج الجثامين رغم مرور ٧ شهور علي الوفاة لإثبات سبب الوفاة… خاصة إن جميع اللي ماتوا في الثورة كانوا بطلقات نارية و بالتالي فانا يا إما هبحث عن المقذوف الناري نفسه يا إما هبحث عن آثار دخوله وخروجه من الجسم زي كسور العضم مثلا أو ما شابه…. المهم…. الجثة الأولي ل….. طالب في الفرقة الثانية بالجامعة عنده ١٩ سنة تعرض لإصابة نارية مباشرة في يمين الصدر يوم ٢٨ يناير و تم نقله مباشرة إلي مستشفي الجامعة، تواجد في المستسفي لمدة يومين حيث تم تركيب درنقتين خارجيتين بيمين الصدر لسحب النزيف من الرئة لكنه مات بعد يومين ولم تفلح كل محاولات إنعاشه و خرج من المستشفى جثة هامدة بعد ما أنهي أهله التوقيع علي الأوراق و استلموه من تلاجة المستشفي بعد ٥ ساعات من وفاته فعلا قضاهم في تلاجة المستشفي…. الجثة الثانية ل…. و ده راجل عنده ٤١ سنة و تلقي إصابة نارية مباشرة في الرأس أثناء مشاركته في إحدي المظاهرات يوم ٢٩ يناير .. وتوفي في مكان الواقعة و تم نقله لمشرحة مستشفي الجامعة و أهله استلموه بعد يومين لأنهم مكانوش يعرفوا بوفاته… و يوم الاستخراج ده بالنسبة لينا بيبقي مش أحسن حاجة… بسبب الشمس و التراب و الرائحة التي لا يمكن لبشر تحملها رجعت الاوتيل اليوم ده.. كنت مقيم في اوتيل خلصت شوية حاجات ونمت علي استعداد للاستخراج اليوم التالي… أثناء نومي و دي من نوادر المرات اللي حلمت فيها أساسا شفت حلم غريب جدا هقوله بعدين… لكني لم أعيره أي اهتمام…. في الصباح لبست وكلمت المساعد بتاعي شبل وده مشهور بإنه بيفضل يكلم الجثث طول فترة التشريح كلمت السائق ونسقت مع الشرطة و النيابة واتحركنا للمقابر رايحين في الطريق في عربيتي بمنتهي الروقان… المقبرتين جنب بعض تقريبا يفصل بينهم حوالي ٣٥ متر بدأنا بالمقبرة الأولى وقفنا علي الباب انا و عضو النيابة والتربي وشبل… في حين رئيس المباحث بيعمل كردون أمني حوالين المقبرة عشان يبعد أي حد من الأهل أو المتطفلين ومحدش يشوف عملية التشريح… في حالة زي دي بقالها سبع شهور الجثمان هيخرج هيكل عظمي تحيط به بعض الأربطة أما باقي الجثة هتكون اتحللت تماما…